هجوم ‏العمالقة ‏: ‏بعد ‏الانبعاث ‏1

== هجوم العمالقة: بعد الانبعاث ==

« الفصل الأول: ييغر »

يستيقظ الفتى ذو الثلاثة عشر ربيعا على صوت قطرات الماء المتدفق من سقف المبنى المهترئ وهي تسقط على الأرضية المبتلة. الجو براد ورطب، ولا يكسر ظلمة المكان إلا شعاع شمس يدخل عبر صدع في جدار الغرفة أنشأته جذور الشجيرات التي استحوذت على المكان. اتخذ الفتى المدعو "فِين" هذا المكان ملجأً له مع كلبه "سيباستيان" بعد رحلته التي دامت شهورا باحثا عن معنى لحياته.

قبل بضع سنوات، كان يعيش فين مع والدَيه وأخيه الأكبر "جايكوب" في قرية محاطة بدائرة من أشجار ضخمة كثيفة تحجب رؤية ما خلفها، قرية يُسَمُّونها "نيوشيغانشينا." كان يمر من وسط القرية نهر عذبٌ ماءُه، وعلى النهر ثلاث جسور خشبية تربط الضفتين. كانت بيوت القرية على أحد ضِفَّتَي النهر مبنيةً من الخشب والقش، وبين البيوت مرج أخضر مزين بالأزهار يزداد جمالا عند ظهور انعكاسه في ماء النهر. أما الضفة الأخرى فكانت أرضها للحرث ورعي الماشية، وكذلك لورشات النجارة والحدادة وتدريبات القناصين. فقد كان سكان القرية يعتمدون في نمط عيشهم البسيط على الزراعة وتربية المواشي والقنص بواسطة القوس والسهم، وكان عيشهم تشاركيا تعاونيا قليل النزاع.

وكان يُشاع بين سكان نيوشيغانشينا أنهم الناجون الوحيدون من الكارثة التي حلت قبل 200 عام وأَوْدَت بحياة كل البشر خارج حدود القرية. كان يشعر فين حينها بفضول شديد لمعرفة ما حدث بالضبط لأسلافهم ولمعرفة ما يقبع خارج دائرة الأشجار المحيطة به، لكن في كل مرة يسأل أباه أو أمه عن الماضي كان يعود خائبا دون أدنى إجابة. فلم يكن أحد يعلم ما حدث في الماضي بالضبط، أو هذا ما كان يبدو عليه الأمر.

وكان لقرية نيوشيغانشينا زعيمٌ صارمٌ يحرص على إبقاء نظام التشارك والتعاون ويحل النزاعات بحكمة. وقد كان الزعيم يُحَرِّم مغادرة حدود القرية ولا يسمح به إلا للقناصين وبإذن منه، وإن لم يعد القناص قبل غروب الشمس كان يُمنع من العودة، كان يتم نفيه للأبد. كان القناصون يخرجون راجلين مع كلابهم حاملين السهام والسيوف ليعودوا بالطرائد. كانوا يسمُّون أنفسهم "دي ييغر،" وكان شعارهم الذي يهتفون به قبل خروجهم في كل رحلة قنص هو "Wir sind die Jäger." كانت هذه العبارة بالنسبة لهم بِلُغَة أسلافهم القديمة، وتعني "نحن القناصون."

--- يُتبَع في الفصل الثاني