اخر الاخبار

مراجعة ‏الفصل ‏128 ‏... ‏كيومي ‏على ‏حق ‏؟؟


شهدنا في الفصل 128 هجوم التحالف على اليغريين في ميناء باراديس، وقبل ذلك الهجوم، شهدنا حوارا دار بين فلوك فورستر ورهينته كيومي آزومابيتو. ظل فلوك يمجد في خطة تدمير العالم قبل أن تقاطعه كيومي بالكلمات التي أقف عندها:

”ما هو هذا التغيير الذي أنت فرح به؟ تظن أن جزيرة باراديس هذه آمنة الآن، لكن كل ما تفعلونه هو جعل العالم أصغر. فكل هذا القتل سيستمر كما استمر دائما“ (ص18).

لنفهم كلام كيومي هذا أكثر، علينا العودة لأسطورة قِيلت على لسان القائد بيكسيس فوق السور الداخلي لمقاطعة تروست قبل أن يسد إيرين فجوتها:

”قِيل لنا أنه قبل أن تستولي العمالقة على الأرض، كان البشر في قتل مستمر لبعضهم البعض بسبب الخلافات القبائلية والفكرية. قال أحدهم حينها مدعيا: إن ظهر عدو قوي غير بشري فقد تتحد البشرية وتتوقف عن قتال نفسها“ (فصل12: ص14).

تفيد هذه الأسطورة بأن الطريقة الوحيدة لتوحيد البشر وجعلهم يتوقفون عن قتل بعضهم البعض هو ظهور عدو خارجي. وهذا بالظبط ما حدث مع سكان باراديس طيلة المائة عام، فهم لم يتحاربوا فيما بينهم لأنه كان لهديهم عدو مشترك: العمالقة. والآن، وبعد أن تم اكتشاف أنه يوجد بشر خارج الأسوار، وأن العمالقة ليسوا أعداءهم الحقيقيين، أصبح عدو سكان باراديس المشترك هم بشر العالم الخارجي الذين يبغضونهم.

هذا يعني أنه إن تم تدمير العالم بمختلف شعوبه وبقي شعب باراديس وحده على الأرض، لن يتبقى لهذا الأخير عدو مشترك، وسيبدأ سكان باراديس في خلق أعداء فيما بينهم، وتصبح باراديس عبارة عن عالم صغير سينقسم لقبائل أو شعوب صغيرة باختلاف المذاهب والأفكار والمَواطن، وتنشب صراعات وحروب فيما بينهم. فكما سبق وقال القائد إيروين: ”لن يتوقف البشر عن قتال بعضهم البعض حتى ينقص عددهم إلى واحد أو أقل“ (فصل63: ص31). وبغض النظر عن الخلافات الحكومية والعسكرية القائمة منذ مدة في باراديس، بدأت الصراعات تنشب بين سكانها بالفعل، وذلك بعد أصغر خلاف، وقبل حتى من التخلص الفعلي من العدو المشترك (فصل126: ص2-4).

وحتى فلوك نفسه أجاب كيومي (في نفس الصفحة) بأنه قد بدأ يشعر بنفس الشيء، ولكن يكمل كلامه بالحديث بغرور عن معرفة المرأ مكانته في العالم، أي أن كل ما يهتم لأمره هو مكانة شعب باراديس بالنسبة للعالم، أو ربما مكانته الشخصية بالنسبة لمكانة الآخرين، وليس أمن باراديس ومصلحتها.

صحيح أن القتل لطالما استمر في باراديس، حتى في المائة عام من عِداء العمالقة، لكن كان ذلك بوثيرة جد ضعيفة وبأعداد شبه مهملة بالمقارنة مع الصراعات القبائلية والحروب.

مِن هذا كله، خطة تدمير العالم التي يدعمها أغلب المتابعين في هذه المجموعة لا تصب في مصلحة باراديس بالمرة. فالأفضل لباراديس الابقاء على "أعداءهم" من البشر في دول أخرى، ليبقى لديهم عدو مشترك ويتجنبوا أخذ بعضهم البعض أعداءا في المستقبل القريب، ليتجنبوا جعل العالم –بكل صراعاته وحروبه– أصغر.

إرسال تعليق

0 تعليقات