بدأ هذا الفصل بمشهدٍ يبين توقف الهدير في مكانٍ آخر، التوقف الذي لا يتسم بالمنطقية بتاتا. فإن كان إيرين فعلا قد فقد تحكمه في عمالقة الدك، فستصبح عمالقةً هائمة تتحرك في اتجاه المكان الذي يوجد به أكبر كثافة بشرية. فالعملاق الذي ظهر داخل الجدار بعد معركة ستوهيس تحرك من تلقاء نفسه فور عرضه لضوء الشمس دون أدنى تحكم من المؤسس (الفصل 34).
بعد ذلك عدنا إلى أرض المعركة مع نزول عملاق فالكو في قمة الحصن ولقاء المحاربين مع ذويهم في مشهد يُفتَرض أن يكون دراميا، لكنني شخصيا لم أشعر بشيء عند قراءته. لا أعلم لماذا! تركتهم آني بعد علمها بأن أباها حي وذهبت مسرعة للقاءه، بينما يشاهد بقيةُ أفرادِ التحالف عملاقَ أرمين يخرج من الحفرة المهولة التي خلفها الانفجار.
كان من المفترض أن يدمر الانفجار كل شيء حوله، لكن عملاق راينر المدرع نجى من الانفجار، نفس عملاق راينر الذي كان درعه يتأثر فقط بانفجار رمح الرعد الصغير! يا هبدتااااه! ليس فقط العملاق المدرع، بل حتى الطفيلي قد نجى من الانفجار دون أي خدش، وقد ظهر مرميًا أسفل جبل الحصن دون أن نشهد كيف وصل إلى هناك! لا والأسوء من ذلك، هو أن إيرين أيضا قد نجى من الانفجار. كيف ذلك وهو غير محميٍّ مطلقا؟!
تحوَّلَ إيرين إلى عملاق، ليس بهيئة أحد العمالقة التي يملكها، لكن بهيئة العملاق الهائل، وذلك دون تفسير يحترم عقل المتابع. المشكلة هي أن الطفيلي الذي من المفترض أنه هو من يعطي قوة العمالقة مرميٌّ في جانب وإيرين في جانب آخر. كيف تحول إيرين من دونه؟ لو فقط تم إظهار الطفيلي قد التصق مع رأس إيرين وتحول إيرين مجددا في نفس لقطة انفجار أرمين لكان الوضع أقل هبدا مما شهدناه هذا الفصل!
انتقلنا إلى مكان أب آني لنشهد استطاعته التوفيق بين الإلديين والمارليين بمساعدة الوزير مولر، ثم لُقياه مع بِنته آني. ومجددا، مشهدٌ يُفترض به أن يكون دراميا لم يجعلني أشعر بشيء، للأسف.
بدأ الطفيلي بإفراز غازٍ غَمَرَ جوَّ الحصن واشتمه كلُّ من فيه، غازٌ فَهِم كوني بأنه سيحولهم إلى عمالقة، فأسرع ليفاي بِجَرِّ كل من لن يتأثر بالغاز وصعدوا على ظهر عملاق فالكو ليطير بعيدا. وهنا نأتي لأغرب بانل في الفصل. صرخَ فالكو بعملاقه وتحول كلُّ الإلديين الذين استنشقوا الغاز إلى عمالقة. كيف ذلك؟! لا يمكن لفالكو أن يرث قدرة الصرخة من زيك لأنها متعلقة بالدم الملكي، وفالكو ليس له دم ملكي! وأصلا لماذا قد يصرخ فالكو؟! هل يتم التحكم به من طرف أحد ما؟ إذا نعم، فمن ولماذا؟!
المشهد الدرامي الذي أثَّر فِيَّ شخصيا، هو مشهد عناق كوني و جان وتوديعهما لبعضهما، بالإضافة لمشهدٍ كنت آمل أن نحصل عليه منذ الفصل 125، وهو تحولُ أب آني لعملاقٍ فَور التقائها به. مشهدان في أقل من صفحة واحدة تركا لمسةً دراميةً -تراجيدية- جميلة على الفصل.
عوض مهاجمة المارليين، هَروَل العمالقة المتحولون حديثا إلى حافة جبل الحصن وارتمَوا منه، والطفيلي يبدوا كأنه هو من يتحكم بهم! يا سلام! أصبح للطفيلي وعيٌ وإرادة خاصَّان به! هاجم الطفيلي عملاق راينر كأنه يصارعه، والعمالقة يساعدونه، بينما يتشابك العملاقان الهائلان إيرين و أرمين في قتال، وتقفز بيك من عملاق فالكو وتتحول للعملاق العربة لتساعد راينر، وفجأةً تظهر آني في هيئة العملاق الأنثى دون سابق إنذار. متى وصلت ومتى تحولت؟!
في خِضَمِّ كل هذا الاشتباك، أحست ميكاسا بصداعٍ في رأسها مجددا، وتذكرت "ذكرى" لم تحدث، ذكرى فيها هي وإيرين هربا معا يوم لقاء إيرين بخليل في مارلي بعد أن أجابته ميكاسا إجابةً مختلفة عن سؤاله حينها، ليعيشا معا طيلة الأربع سنوات التي كانت متبقية من حياة إيرين، حتى مات إيرين بعد انقضاء سنواته بسبب لعنة يمير لتكون كلمات ميكاسا "أراك لاحقا، إيرين" هي آخر ما يسمعه، كما في حلمه في الفصل الأول من المانغا. المشكلة هي أن هذه الذكرى بالتأكيد ليست مجرد خيال، بل حدثت بالفعل! لكن كيف؟ أيعقل أن إيساياما أدخل فكرة العوالم الموازية في الفصل ما قبل الأخير؟ أم ذاك هو مستقبل سبق وحدث وتكررت نفس الأخطاء وكان يتوجب على إيرين تغييره؟ لكن كيف ذلك؟! أرى أن إيساياما فتح بهذه الذكرى بابًا يصعب غلقه بطريقة ترضي المتابع وتحترم عقله.
عادت ميكاسا إلى وعيها تزامنا مع غلبة إيرين على أرمين وغلبة الطفيلي وعمالقته على بيك و آني و راينر. أعادت لَفَّ الوشاح على عنقها وأخبرت ليفاي بأن إيرين موجود داخل فم العملاق وكأنها متأكدة 100% بأنه هناك. فكيف لها أن تعرف؟ قفز ليفاي صاحب الساق المسحوقة عن ظهر عملاق فالكو وأطلق رمح رعد نحو أسنان عملاق إيرين ليحدث فجوة تدخل منها ميكاسا لفم العملاق وتقطع رأس إيرين الحزين دخله، ثم ماذا؟ ثم تقبل الرأس المقطوعة في مشهد مقرف 🙂 بينما تراقبها يمير من الخلف، يمير التي لم يتم تفسير ظهورها في العالم المادي حتى الآن.
ـ
ـ
أرى أن الكاتب قد حاصر نفسه في الزاوية، فهذا الفصل لا يليق بالفصل ما قبل الأخير، ولا أرى أن بإمكانه سد كل الثغرات في 45 صفحة فقط. كل ما لدينا هو أملٌ بأن لا تكون النهاية بالسوء الذي نتوقعه.
0 تعليقات