يعتبر الفصل 71 من مانجا الهجوم على العمالقة أحد أفضل فصولها .. أحداثه تجري في الحلقة الحادية عشر من الموسم الثالث في الأنمي ..
في هذا الفصل رأينا مجموعة من الأحداث من وجهة نظر شخصية ثانوية جدا و هو كــيث شــادس لكنه شخصية مكتوبة بطريقة جميلة .. هو فصل مليء باللحظات الرائعة لكني اخترت مشهدين هنا ..
المشهد الأول هو حينما أتى جريــشا لرؤية ابنه بعد اختراق سور مــاريا .. و التقى حينها بصديقه القديم كــيث .. في أحد المشاهد حين يصطحب جريــشا ابنه للغابة من أحل تحويله لعملاق يقول كــيث : '' هل تحاول أن تلعن شخصا آخر ؟؟ '' .. ما الذي قصده كــيث هنا ؟ ..
كــيث كان شخصا عاديا .. صحيح أنه كان منضما للفرقة الإستطلاعية و كان يملك رغبة في تحقيق شيء .. كان يرى أن على الإنسان أن يفكر في ما هو أكبر من العيش من أجل الأكل و السرب فقط داخل سجن الأسوار ..
لكن هذه الرغبات كانت دفينة في داخله إلى أن أخرجها جريــشا عندما التقاه أول مرة .. لقد أخبره جريــشا أن الفرقة الإستطلاعية هي فخر البشرية و أنهم أشخاص مميزون لأنهم يسعون لمعرفة الحقيقة و التطلع للتخلص من سجن الأسوار ..
طبعا نحن نعلم خلفية جريــشا و أنه كان يعلم الحقيقة و أن شعبه مسجون خلف الأسوار و في إمكانه الإنتفاض و استعادة حريته ..
لكن هذه الكلمات كانت مختلفة بالنسبة لكــيث .. لقد رفعت سقف طموحه و نظرته لنفسه و استخرجت رغبته الدفينة في التميز و تحقيق شيء ما ..
لقد صدق قول جريــشا بأنه شخص مميز و تتبع هذه الكلمة و سعى لتحقيق الإنتصار للبشرية و أن ينال إعجاب و اعتراف الجميع و خاصة كارلا التي كان يحبها ..
لكن .. صدم الواقعُ كــيث .. و اكتشف أنه لم يحقق شيئا سوى قت ل رفاقه .. لقد اصطدم بحقيقة أنه ليس مميزا و إنما شخص عادي سعى لأكثر مما يستطيع .. و في خلال ذلك خسر كل ما كان يمكنه فعلا تحقيقه .. لقد خسر الفتاة التي أحب .. و ضيع حياة رفاقه .. لقد أدرك أن كل ما كان يستطيع فعله هو الإنجراف مع تيار الناس العاديين الذين كان يحتقرهم .. ما الذي جعله يظن أنه يستطيع أكثر من ذلك ؟! إنها كلمات غريشا .. بل لعنته .. لقد كان الواقع قاسيا على كيث ..
لقد علم أن الأشخاص المميزين يتواجدون بالفعل لكنه لم يكن منهم .. لقد كانت كلمات جريــشا بأنه شخص مميز هي اللعنة التي لعن بها كــيث .. هذه الكلمات جعلته يسلك طريقا فوق إمكانياته و ضيع كل طريق مناسب لها ..
جريــشا هل تحاول أن تلعن شخصا آخر ؟ هل تحاول أن تلعن ابنك ؟ أن تجعله يتحمل ما هو فوق طاقاته من خلال حديثك عن كونه مميزا ؟ أتريد أن تلغي شخصيته الحقيقية و أن تغير من طبعه ليشبهك ؟ ( يعلم قراء المانجا من يشبه كيث في هذا الظن ) ..
أكثر ما أحبه في كــيث أنه لم يملك أي ذرة من الحقد أو البغض لإيــرن رغم أنه ابن الشخص الذي – في نظره – أخد منه كل شيء .. بل على العكس تماما لقد اعتبره آخر ما تبقى من حبه كــارلا و قرر أن يمنعه من سلوك الطريق التي سلكها هو من قبل و فشل و ذلك من خلال تلاعبه بعدة إيــرن كي يفشل في اختبار المناورة ثم يفشل بذلك في الإلتحاق بالفرق ..
لقد رأى في إيــرن نفسه .. مماثلا له .. ظن أن إيــرن نتاج لتوجيه أبيه فأراد أن يحيد به عن المسار الذي سلكه من قبل .. لكنه لم يعلم أنه كان مخطئا .. و هذا ما أجاب به جريــشا حينها : '' هذا الفتى ليس مثلك ...'' و إكمال المانجا يلقي الكثير من الضوء على جواب جريــشا ..
أما المشهد الثاني فهو جواب كــارلا لكــيث .. كــيث كان يصرخ فيها لأنها لا تفهم المعنى الحقيقي للتميز و العظمة و أنها و معظم الناس يسعون فقط لحياة عادية .. لقد كان كيث محبطا لأنه أضاعها و لأنها لم تفهم أنه أراد اعترافها و حبها .. لقد خسر كل شيء و أخرج إحباطه على كارلا ..
لكن جاء جوابها مختلفا .. ما العيب في أن يكون يكون الإنسان عاديا ؟؟ .. و طفلها .. ليس عليه أن يكون عظيما .. إنه بالفعل مميز .. لأنه ولد لهذا العالم ..
و بعيدا لأي معنى آخر لهذه العبارة .. لكنها لخصت معنى بشريا عظيما .. لقد وصفت نظرة الأم لأبنائها .. ليس عليك أن تكون مميزا أو عظيما لتنال اهتمام و حب أمك .. عليك فقط أن تولد في هذا العالم .. و عندها أنت شخص مميز في نظر أمك .. لقد و جد إرين جواب السؤال الذي طرحه على نفسه قبلها حول عدم كونه مميزا ..
و من أجمل صفحات المانجا ككل هو مشهد إيــرن بعد خروجه من عند كــيث ينظر للأفق .. كأنه يتأمل و يستشعر حب أمه و نظرتها إليه .. يستشعر جمال تلك المعاني التي حرم من أن يعيشها في كبره ..
0 تعليقات