إن الدافع الذي تصرف به ليفاي عندما قتل زيك ، هل هو بسبب الغضب الانتقامي ، أم أنه من منطلق اعتبار عملي أن قتل زيك يمكن أن يوقف هدير الأرض ؟ .
خلال هذا الفصل نرى أن زيك لفت انتباه ليفاي من خلال صراخه ، حتى أنه قام بتوجيه ليفاي نحو مكانه ، نلاحظ أن ليفاي مصدوم من هذا لأنه من الواضح أن هناك سبباً واحداً لفعل ذلك في المقام الأول .
ليفاي ليس بالشخص الغبي ، إنه يعلم أن زيك لن يكشف عن نفسه و يلوح له أثناء اندماجه بجسد عملاق إيرين دون أي وسيلة للفرار و لا مكانٍ للهرب ، إلا إذا كان زيك يسعى بنشاط لجعل ليفاي يقتله ، إلى جانب صدمة ليفاي الأولية من رؤية زيك هناك ، نرى أن ليفاي في حالة عدم تصديق لما يفعله زيك .
عليك أن تلاحظ أيضاً أن هذه واحدة من المرات القليلة جداً التي استخدم فيها ليفاي اسم زيك الحقيقي عوضاً عن الألقاب المهينة التي كان يدعو زيك فيها مع هذا التعبير الغريب المرسوم على وجهه ، من الواضح أن ليفاي أدرك أن زيك يرغب منه أن يقتله و كانت رغبته هذه نابعة من أجل إيقاف الهدير ، فليفاي يعلم أن زيك كان يخشاه كثيراً لدرجة أنه قام بتفجير نفسه أملاً للهروب منه ، لذا أدرك نوايا زيك الحقيقة .
أدرك ليفاي أن هذا التصرف الذي قام به زيك و هو يلوح بيده كان بمثابة دعوة صارخة إلى ليفاي لإنهاء الهدير بقتله أخيراً .
بالطبع يقوم ليفاي باغتنام الفرصة ، إنه يفي بوعده و يوقف الدك دفعة واحدة مع علمه أيضاً أن زيك قد ضحى بحياته من أجل الإنسانية في النهاية ، لم يكن هناك وقتٌ للمحادثة بينهما ، كانت الأرواح على المحك و لن يفوت ليفاي فرصة ضرب عصفورين بحجر واحد في مثل هذه الظروف العصيبة.
كذلك هناك شيءٌ يجب أن نتذكره دائماً عن ليفاي ، إن ليفاي يصبح ثرثاراً بشدة عندما يغضب ، فهو يسخر من أعدائه لتنفيس غضبه ، تذكر كيف هدد ليفاي آني عندما أسرها فيلق الإستطلاع في غابة الأشجار العملاقة ؟ الأمر نفسه مع مواجهات ليفاي مع زيك في الماضي ، لم يفشل أبداً في سخرية و إهانة زيك .
في الواقع لا أعتقد أن قتل زيك هو وسيلة جيدة لليفاي من أجل تكريم تضحية إيروين أو رفاقه الذين سقطوا ، لأن هذا في النهاية ليس ما حارب من أجله رفاقه ، بل ما حارب رفاقه من أجله هو حماية الإنسانية من العمالقة ، لذا فإن أفضل تكريمٍ من ليفاي لرفاقه هو إيقاف الدك ، و هذا ظهر بشكلٍ صريحٍ بالفصل 139 عندما قال ليفاي لرفاقه ( هذا ما كرستم قلوبكم من أجله ) .
الدافع وراء رغبته في قتل زيك هو جرحه الشخصي و انتقامه ، و كما افترضت من قبل ، إنها طريقة ليفاي للتغلب على خسارته و شعوره بالذنب ، و هكذا في كل مرة كان ليفاي يلاحق زيك في الماضي كان مدفوعاً بالغضب و الرغبة في الانتقام وكان يطلق العنان للسانه من أجل إهانة زيك .
لذا كان واضحاً من خلال هذا المشهد أن ليفاي لا ينتقم من زيك ، بل اضطر لقتل زيك من أجل إيقاف الدك .
كذلك ، منذ لقائهما الأول رأينا أن لدى ليفاي رغبة عارمة في جعل زيك يموت ببطءٍ شديد لجعله يعاني ، كان ليفاي جاداً في ذلك ، يمكننا ملاحظة هذا من خلال الأفعال التي قام بها ليفاي لزيك ، قطع أطراف زيك دون أي رحمة ، و آذى جسد زيك و عذبه بشدة في وقتٍ سابق .
و بعدها جاء هذا الفصل ، أعطى ليفاي زيك موتاً سريعاً و غير مؤلم ، كان هذا تناقضاً صريحاً عن ما كان يُصَّرِحُ به ليفاي من تهديدات لزيك ، إنه تطورٌ مثيرٌ للاهتمام .
بالطبع ، في خضم الهدير وعلى العمود الفقري للمؤسس ليس هناك مجالٌ ليأخذ ليفاي وقته في تنفيذ ما توعد زيك به ، لكنني أعتقد أن تعبير ليفاي يوضح لنا أن مشاعره قد تغيرت تجاه زيك ، لسبب ما كان قتله لزيك ليس بدافع الحقد .
ربما كان في حالةٍ من الصدمة لأنه لم يتوقع أن يقوم زيك بالتضحية بنفسه ، أو ربما أدرك أن بينه و بين زيك قاسماً مشتركاً و هو التضحية بكل شيء على أمل تغيير شيء ما ، أو علم أن زيك لا يختلف عن إيروين ، لأنه في النهاية كلاهما تخلى عن حلمه في سبيل إنقاذ البشرية.
0 تعليقات