لقد شهدنا تطور شخصية كيث شاديس على مرحلتين : إدراكه أنه لم يكن مميزا ، ثم تقبُّله لفكرة أن المرء لا يعيبه ذلك بالضرورة.
لأنه و بعد تخطّيه هاتين الخطوتين، أصبح شخصا مميزا بحق.
"الناس العاديون لا ينجزون أي شيء أبدًا"
لطالما ظنّ كيث في نفسه - بالإضافة إلى دور غريشا في تعزيز تلك الفكرة في ذهنه - أنه أفضل من الآخرين و مختلفا عنهم ، فهو يضع حياته على المحك لأن ما داخل الجدران كان "ضيقا جدا" بالنسبة له.
وقد جعلته تلك الفكرة متعجرفا، يظن أنه يستطيع تحقيق الأفضل للبشرية وحده ، حتى أنه رفض إقتراح إيروين في إنشاء تشكيلات طويلة المدى للإستطلاع.. بدون سبب واضح سوى السبب الذي نعرف أنه يُخفيه.
بعدما وصل للمنصب الذي تمنّاه ، صدمه الواقع مرة بعد مرة حتى اعترف بفشله أخيرا و تنازل عن قيادة الفيلق لل "متميزين" الذين لم يكن واحداً منهم.
ولكن مشاعر الإحباط وانعدام القيمة لديه أدت إلى أن ارتكب خطأ إخفاء بعض المعلومات عن الفيلق ظنّا منه أنها "غير مفيدة للبشرية" ، وهو تصرف وصفته هانجي أنه طفوليًا وغير مسؤول.
فقط عندما أعاد النظر في كلمات كارلا و هو يسردها على ايرين ، أن " التميّز لم يكن بهذه الأهمية" ، سمح لنفسه بأن يتفهمها أخيراً .
هو لا يتغلّب على مشاعره السلبية على الفور بعد ذلك بالطبع ، ولكن رؤيته في المواقف القليلة التي ظهر فيها بعد ذلك: في توجيه طلّابه و نصحهم بعدم معارضة سياسة اليغريين بتهور و في نفس الوقت عدم الانجراف وراءها ونسيان ذاتهم و أهدافهم الحقيقية ،
في كونه البرادايسي الوحيد الذي وقف ضد الإبادة الجماعية على الرغم من عدم رؤيته لحقيقة العالم الخارجي بنفسه ،
و في موقفه الأخير بالتضحية بنفسه والتخلي عن فرصة أن يكون "بطل العالم" ، فقد أثبت أنه تجاوز مسألة "التميّز" برُمتها.
"رأيت تلاميذي و هم يتوجهون جنوب الحصن من شيغانشينا.. مع آني ليونهارت، عندها أدركت هدفهم.. و شعرت بالعاطفة عندما رأيت نمو تلاميذي.."
لربما كانت تلك هي المرة الأولى التي شعُر فيها شاديس أنه مميزا.
لا أشك أنه ما أن تهدأ الأمور بين بارادايس و العالم سيستطيع الفيلق أن يحسب حساباته و يكتشفوا أنه ربما قد ظن كيث أنه لم يكن سوى متفرجا لم يستطع إنجاز أي شيء، و لكنهم سيعرفون أنه بطل، بدون تضحيته لم يكونوا لينقذوا العالم
0 تعليقات