اخر الاخبار

التاريخ ‏المكذوب ‏: ‏من ‏هم ‏رعايا ‏يمير ‏؟

 القصة الملقبة بتحفة الموت والدمار، هجوم العمالقة، بصراع الجنس البشري ضد "العمالقة،" لتتطور فيما بعد لصراع عِرقي بين البشر أنفسهم. أهم طرفين في هذا الصراع هما المارليون والإلديان. يُطلق على هذا الأخير اسم "رعايا يمير" نسبة لـ"يمير فريتز،" أول من حصل على قوة العمالقة، وفي بعض الترجمات العربية نجدهم يُسَمَّونَ بـ"نسل يمير" أو "أحفاد يمير،" وذلك لأن "الإلديان" في القصة يلقبون "يمير" بـ"سِلفتهم" أو "جدتهم" (فصل86: ص17و28).

لكن هل رعايا يمير هم حقا من نسلها–أحفادها؟ وهل يوجد فرق بين الإلديان ورعايا يمير؟ وما نوع الصلة بين كل هذه الفئات بـ"يمير" نفسها؟ وما الغرض من هذه التساؤلات؟

أولا، يجب أن نفرق بين رعايا يمير و نسل يمير (أو أحفاد يمير). فأي شخص ينحدر من نسل يمير، أي يكون أحد أحفادها، سيكون من عائلة فريتز، أي سيكون له دم ملكي. فمثلا، يُعتبر زيك من نسل يمير عن طريق أمه داينا، وتُعتبر هيستوريا أيضا كذلك عن طريق أبيها رود. بهذا يكون نسل يمير هم العائلة الملكية لـ"إلديا" (فريتز سابقا، وحاليا تم تغيير الاسم لِـ ريس)، ولا يكون لبقية رعايا يمير أي صلة قرابة بِـ يمير.

ولنعرف العلاقة بين نسل يمير و الإلديان، يجب أن نعود لبداية القصة. في الفصل 122 نشهد من خلال ذكريات يمير فريتز أنها كانت عبدة لدى الملك فريتز، ملك قبيلة إلديا (ص16)، عبدة تم إحضارها كغنيمة عند غزو الإلديان لإحدى القبائل الأخرى (ص2). هذا يعني أن يمير ليست من الإلديان، لكن أبناءها حقا إلديان لأن، وببساطة، أباهم هو ملك قبيلة إلديا (ص17-18)، وبالتالي يكون كل "نسل يمير،" أي كل أصحاب الدم الملكي، من "الإلديان،" لكن طبعا ليس كل الإلديان من "نسل يمير،" فيمكن أن يكونوا منحدرين من أحدى العائلات الأخرى لقبيلة إلديا.

كتلخيص لما سبق:
• يمير ليست من الإلديان؛
• نسل يمير هم العائلة الملكية لإلديا؛
• الإلديان هم المنحدرون من إحدى عائلات قبيلة إلديا؛
• لا توجد أي صلة قرابة بين رعايا يمير ويمير نفسها؛

لكن من هم "رعايا يمير" هؤلاء؟ كإجابة سريعة سيقول أغلب المتابعون أنهم هم الإلديان، لكني لا أراها إجابة صائبة تماما!

نعلم أن "رعايا يمير" هم البشر الذين يستطيعون التحول لعمالقة، كما قيل على لسان هانجي (فصل89: ص25)، ونعلم أنهم ليسوا من نسلها. إذن فمن هم؟ هل هم المنحدرون من قبيلة إلديا؟ إن كان الأمر كذلك، فما علاقتهم بـ يمير؟ هم لا من عائلتها ولا من بني جنسها! لماذا يستطيع ذاك العرق بالتحديد التحول لعمالقة؟ ما هو أصل هذا العرق؟

إن عدنا للرواية التي في كتب مارلي، سنجد أن رعايا يمير ”اكتسبوا“ قوة التحول لعمالقة (فصل86: ص18)، لكنها تستمر لتقول أن الإلديان أرغموا شعوبا أخرى على حمل أبناءهم ليصبح لـ يمير رعايا أكثر، وأن هذا ”التطهير العرقي“ استمر لحوالي 1700 سنة. لكن إن فهمنا من هذا التطهير العرقي الذي أرَّخَته مارلي بأنه تم بتزاوج الإلديان أحفاد يمير مع شعوب أخرى، فهذا سيعني أن كل شخص وُلِد كنِتاج عن هذا التزاوج سيكون من أحفاد يمير، وبالتالي سيكون له دم ملكي، لكن هذا لم يحدث. وأن فهمنا منه أن هذا التزاوج تم من طرف إلديان لا ينتمون للعائلة الملكية، فسنعود لنقطة البداية ونسأل من أين لهؤلاء الإلديان قوة التحول لعمالقة؟ كيف اكتسبوها؟

هنا سيتوجب علينا افتراض وجود طريقة ما يؤثر بها العملاق المؤسس على البشر العاديين ويجعلهم من رعايا يمير. هذا الافتراض يعني أن هذا التأثير لن يكون مقتصرا فقط على الإلديان (المنحدرين من قبيلة إلديا)، بل سيكون شاملا لأي عرق آخر.

إن اعتمدنا على هذا الافتراض، سيمكننا تفسير ذاك ”التطهير العرقي“ بكون صاحب العملاق المؤسس يغزو أرضا ما ويحول شعبها لرعايا يمير. يمكن لهذا أن يفسر استخدام العمالقة الهائمين من طرف إلديا كـ”أسلحة رخيصة“ للدمار الشامل، كما جاء على لسان كروغر (فصل89: ص27). فلا يُعقل أن تحول إمبراطورية ما شعبها لعمالقة هائمين وتعتبرهم ”رخيصين.“ افتراضنا هذا يفسر ذلك بكون هؤلاء الذين كانت تحولهم إمبراطورية إلديا لعمالقة هائمين هم من أشخاص من أعراق أخرى سيطرت عليها إلديا وحولتهم لرعايا يمير لتستعملهم في الحروب. ويمكن لهذا الافتراض كذلك تفسير الاختلاف الكبير بين المميزات الفيزيولوجية لرعايا يمير الذين نعتبرهم كلهم "إلديان."

إن كان هذا الافتراض صحيحا، سيجعلنا ذلك نشكك في أصل كل الشخصيات التي نعرفها، هل هي حقا من الإلديان، أي هل هي منحدرة من إحدى عائلات قبيلة إلديا الأصلية، أم أنها من أصول أخرى تماما تحولت لرعايا يمير فيما بعد. والأهم في هذا كله، هل إيرين حقا من الإلديان؟

إرسال تعليق

0 تعليقات