هذه أكثر عبارة أتعارض معها، بل وأقول أن الفصل الأخير أنقذ شخصية إيرين وانتشلها من غياهب الوحشية وأنصفها وأعاد إليها صفاتها البشرية.
في الفصل 131، حصلنا على فلاشباك لحديث إيرين مع رمزي في مارلي قبل سنة، الحديث الذي عرفنا منه أن إيرين يحمل عبئا كبيرا على كتفيه وغير راضٍ بما سيفعله ويعتذر باكيا لأنه يعرف أن ما سيفعله محقق لا محالة. كان هذا الاعتذار نابعا من إحساس عظيم بالذنب، وهو إحساس عادي لدى النفس البشرية السوية، لكن بعد ذاك الفلاشباك ببضع صفحات، نرى إيرين الصغير وكأنه ينظر إلى مشاهد القتل الوحشية وهو يقول مخاطبا أرمين في المسارات: ”هذه هي الحرية. وأخيرا، ها نحن هنا. هذا هو ذاك المشهد، أليس كذلك يا أرمين؟“
المشكلة هنا هي أن شريحة كبيرة من فانز إيرين تجاهلت إحساس إيرين بالذنب العظيم وإعتذاره الباكي وزَكَّت مشهد ”هذه هي الحرية،“ مع أن وصف مشهد الإبادة الجماعية الدموية بـ"الحرية" لا يقرب النفس السوية لا من قريب ولا من بعيد، بل يجعل من الموصوف وحشًا يفتقر للصفات البشرية، ولا أدري كيف للبعض أن يُعجَبَ بهكذا شخصية ويبرر لها أفكارها وأفعالها (الظاهرة حينها) ويقول أنها على صواب!
لكن في الفصل الأخير، فهمنا علاقة مشهد ”هذه هي الحرية“ بكلام أرمين الذي جاء قبلها ”ماء يشتعل نارا، سهول جليدية، كثبان ثلجية فوق الرمال، أنا واثق أن العالم الخارجي أكبر بكثير مما داخل هذه الأسوار. أي أحد يرى تلك الأشياء سيكون أكثر شخص حر في العالم.“ فقد حصلنا في هذا الفصل على الفلاشباك الكاملة وعرفنا أن إيرين حينها كان يتحدث عن المناظر الطبيعية التي كان يشاهدها مع أرمين من داخل عالم المسارات، مما يجعل منه شخصا ذو نفس بشرية سوية، شخصا بعيدا عن الأوصاف الوحشية التي تمناها فيه بعض المتابعين.
وقس على ذلك مشهدَ حديثه مع أرمين حول ميكاسا.
الخلاصة هي أن إيرين ماهو إلا شخص عادي بنفس بشرية سوية. المميز فيه هو أنه حَمَّل نفسه عبئ الأرواح التي سلبها وضحى بنفسه لِيُكَفِّرَ عن خطيئته وليصل لهدفه الأسمى.
0 تعليقات