هل فعلا حطم إيساما شخصية إيرين ؟
هناك عدد من المتابعين يتبنون هذا الرأي .. لكني في هذا المنشور سأركو على الفئة التي ترى أن إيرين عليه أن يكمل تدمير العالم و أن يدك كل من يقف في وجهه .. حتى التحالف ( خاصة التحالف عند بعضهم ) .. أولائك الأفراد الذين يحبهم و لطالما ضحى من أجلهم بحياتهم و حاول أن يمنحهم حياة طويلة آمنة .. فليقضي عليهم .. ثم فليُعْمِل الدك في مشارق الأرض و مغاربها – ما عدا شعبه طبعا و لله الحمد - ..
ثم في نهاية اليوم فليفضل الشحن عن العمالقة الضخام و ليترجل عن عنق عملاقه المؤسس عاري الصدر بارز عضلات البطن و ليتنهد ثم يضيف بابتسامة شبه ساخرة و شبه ملول '' لقد كان يوما طويلا .. '' ( طبعا هذه صورة ساخرة فقط و إن لم تكن بعيدة عما يرغب البعض من هذه في رؤيته )
بعدها يتوجه إلى هستوريا و ابنه _ فلا يكتمل الأمر إلا بوجود فتاة في الإنتظار _ .. هي طبعا لن تسأل - لا سمح الله – أين ذهب أصدقاؤها مع بقية العالم .. و ماذا عن ملايين العمالقة الواقفة أمام المنزل ؟؟؟ .. لا ستستقبله بخدين متوردين بالأحمر قائلة " إيرن-كن لقد عدت .. "
عندما تسأل هذه الفئة لم قد يفعل إيرين كل هذا ؟ .. فقد كان هدفه منذ عرفناه هو أن يقضي على العمالقة و يحمي رفاقه .. فلما يقوم بالعكس فيحمي العمالقة و يقضي على أصدقائه ؟؟؟ أي منطق وراء هذه الأفعال ؟؟ .. قد تجيبك هذه الفئة بأن إيرين شخصية عظيمة قررت حمل أعباء الإنتقام وحده و القضاء على العالم الذي كرهه .. إن إرين شخصية فخمة ..
'' فخـــمة '' ؟؟ هذه الكلمة من أكثر الأوصاف الكليشيهية التي قد تسمعها من متابعي الأنمي .. و أيضا هي من أكثر الأوصاف التي فقدت معناها الحقيقي و اكتسبت معنى خياليا لا يمت للواقع بصلة ..
فالشخصية الفخمة عند البعض هي شخصية لم يبقى من إنسانيتها سوى الإسم .. لا يوجد بها أي شيء بشري و واقعي آخر .. فهي قوية قوة لا محدودة بدنيا و نفسيا ... و لا تبالي بأي شيء .. قد تقضي في سبيل الإنتقام على أحد قريب كان أو بعيدا .. قد تدمر العالم و عندما تنتهي لا تأخذ منها سوى تنهد و تذمر حول كون اليوم طويلا ..
إنها شخصية فقدت كل بُعد إنساني سوى بُعد القوة .. فلا تشكك في قراراتها .. و لا تفتقد للحب و الرفاق .. و لا تحس و لو بقليل من الخوف و التردد .. إنها شخصية مثالية و لو بطريقة سلبية و لا وجود لها في أرض الواقع .. هم يريدون أن ينسف الكاتب كل ما بناه عن شخصيته و حبه لرفاقه و أن يخلق لنا وحشا " فخخخما " يرضي حاجات البعض ..
و لأعطي لهذه الفئة حقها فجميعنا أحيانا نحب أن نرى مثل هذه الشخصية لكن في أوقات معينة و في أعمال خاصة .. مثلا أفلام لا تملك أي درجة من العمق أو الأفكار بل أفلام تحضرها لتأخد جرعات مكثفة من الأدرينالين ..
أعمال تشاهدها و لا تستخدم مثقال ذرة من التفكير .. تشاهدها فقط لتستمتع و تضحك من مبالغاتها .. لكن لن تجدها في عمل كهجوم العمالقة ..
أنتم تبحثون عنها في العمل الخطأ .. في هذه القصة الكل يخطئ .. الكل ينكسر و يمر بلحظات الشك و الضياع .. كان سيكون غريبا أن تصبح الشخصية الرئيسية في هذا العمل من هذا النوع ..
قد يتبادر لك وجود المثالية في بعض شخصيات هجوم العمالقة للوهلة الأولى لكن سرعان ما تكتشف أنك مخطئ .. القائد إروين سميــث مثلا .. أول ما تراه تظن أنك أمام شخصية مثالية لقائد قوي و ذكي و ناجح ليس له هدف سوى العمل على إنقاد البشرية و التضحية في سبيل ذلك ..
لكنك تكتشف بعدها أن هدفه الحقيقي ليس إنقاذ العالم فقط بل محركه الرئيسي هو الشعور بالذنب من تسببه في مقتل والده و الرغبة في التحقق من نظرية والده حول تلاعب الدولة بالتاريخ و إخفاء الحقائق ..
إروين رغم عظمته رأينا منه جانبا أنانيا .. جانبا بشريا .. لقد كان يضحي من أجل البشرية أيضا نعم .. لكن دافعه الأساسي هو هذه الرغبة .. في تأكيد أن أباه لم يمت من أجل لا شيء بل لأنه حاول كشف زيف عالمهم و بالتالي يحس إروين أنه لم يمت فقط بسبب حماقة ابنه بل بسبب فساد عالمه ..
لقد كان يعيش صراعا نفسيا بين رغبته الأنانية و بين الرغبة في حماية البشر و تحقيق شيء لهم ..
و في الأخير عندما وضع أمام الإختيار بين هدفه في معرفة سر القبو و بين التضحية بنفسه ليكسب للبشر فرصة للقتال اختار التضحية من أجل البشر ..
لقد توصل للخلاص من أنانيته و في اللحظات الأخير كان إروين الشخص الذي كنا نحسبه دائما .. القائد الشجاع القوي و الذكي الذي يضحي بحياته من أجل البشرية .. هذه شخصية عظيمة .. تشهدها في حالات مختلفة منها الضعف و التردد و الأنانية و القوة .. إروين يمكن أن يسمى شخصية فخمة (و إن كنت لا أعلم المعنى الحقيقي لهذا الوصف) ..
البعض آذاه فقط من إيرين أنه انكسر في الفصل الأخير و عبر عما يريده شاب في مقتبل عمره .. نعم هو يريد أن يترك كل شيء و يعيش مع من أحبه أليس هذا ما يريده كل البشر .. لكنه يرفض أيضا أن يسلب حريته و حريتة رفاقه لذا سلك المسار الذي سلك .. ( أنا بالمناسبة لا أوافق على الدك و أراه شيئا شنيعا مهما كانت نتائجه )
في الأخير أعلم أن هناك اشخاص لم يعجبوا بالنهاية لأسباب مختلفة غير هذه لكن أردت أن أكتب عن هذه الفئة بالظبط لأنهم أكثر فئة أغفلوا كل ما سبق في القصة و انساقوا وراء شخصية صنعوها من خيالهم و لما اكتشفوا أنها ليست كما تصوروا اعتبروا أن الكاتب حطمها .. لا هو لم يحطمها لكنكم أنتم من بنيتم صورة مشوهة له و لما رأيتم الحقيقة الواضحة منذ البداية ظننتوه توشيها ..
0 تعليقات